الإله "أمون رع"

من هو أمون رع؟

شكلت الألهة جزءاً كبيراً من حضارة المصريين القدماء، فعبدوا إلهاً لكل ظاهرة طبيعية! هذا إله الشر وذاك إله الخير. ولكن الإله "أمون رع" إحتل مكانة عظيمة بين الألهة جميعهم! فعبدوه إلهاً للخصوبة والرياح كما كان إلهاً للسماء و والداً لفرعون! بل وجعلوه بأساطيرهم ملكاً متوجاً في السماء ينصت الجميع لنصحه وتعاليمه.

وهكذا، صار "أمون رع" أقدم المعبودات عند قدماء المصريين، إله الشمس المتحجب! بالإسم الذي حمل النقيضين، الغموض وتألق الظهور! فكان إلهاً خفياً له صورة لا يمكن تحديدها بشكل مؤكد مما ساعده على التحول! فتوحد مع الشمس و الهواء!

أمون رع أبو الألهة

تزوج الإله "أمون رع" بـ "أمنوت" أو "موت" بقرة السماء، وأنجب منها "خونسو" إله القمر! وشكلوا معاً الثالوث الإلهي لـ "طيبة".

منحته طبيعته الغامضة أشكالًا عديدة يتنقل بينها، فصوره المصريين القدماء في هيئة "كبش" ليرمز للخصوبة والقوة تارة، وصوروه في هيئة إنسان يحمل على رأسه تاج مزين بقرص الشمس تارة أخرى. كما صُور بشكل أسد رابض ليحمي الطريق بين معبديه، معبد الكرنك ومعبد الأقصر! ليسمى بعد ذلك بـ "طريق الكباش".

"أمون رع" العظيم!

الإله الذي يستيقظ من نومه فجراً ليضيئ العالم!

إكتسب تلك الرواية كونه إلهاً للشمس. فنحتها المصريون على الجدران تخليداً لفضله على العالم! كما تخبرنا الأسطورة أيضاً أنه في نهاية اليوم يموت، فيبدأ سفره إلى العالم السفلي تاركاً القمر يضيئ الجزء العلوي. وما بين بداية اليوم ونهايته، يسافر عبر نهر النيل فلا تخلو رحلته من كرب! يواجه "أبيب" الشيطان ليدمره أغلب الأحيان، ولكن في أيام العواصف والكسوف؛ يُكلل النصر تاجاً على رأس "أبيب"!

معابد الإله "أمون رع"

إنتشرت عبادة الإله "أمون رع" في أنحاء طيبة. فخُصص له أكثر من معبد، أبرزهما معبد الكرنك ومعبد الأقصر.

بدأ بناء معبد الكرنك في عهد "سنوسرت الأول" وإستمر للعهد البطلمي! إلى أن وصل عدد من ساهم في توسعته لـ 30 فرعوناً! عُرف معبد الكرنك قديماً بـ "سر أمون" كما عرف أيضاً بـ "الثالوث الإلهي لطيبة" وذلك لأنه بُني لعبادة خونسو، موت، و أمون رع. وتظهر عبقرية المصريين القدماء في تعامد الشمس على قدس أقداس الإله "أمون رع" لتنير مكان عبادته في يوم 21 من شهر ديسمبر.

أما ثاني معبد فهو معبد الأقصر الذي بناه "تحتمس الثالث" ليثبت أحقيته الشرعية لعرش مصر لأنه لم يكن من سلالة مصرية نقية. كما أن زوجته لم تكن من أسرة ملكية. فإدعى ببنائه للمعبد أنه إبناً للإله "أمون رع" كي يتقبله المصريون فرعوناً على عرش مصر!

"أمون رع" مُنتقم أم مُحب؟

يحكى أن "أمون رع" كان يعيش بين البشر إلى أن أصبح طاعناً في السن. فأخذ البشر يسخرون منه! وحينها، غضب الإله وقرر أن يرسل لهم إبنته "حتحور" في هيئتها المتوحشة "سخمت" لتفتك بهم جميعاً!

ولكن "سخمت" تمادت في إنتقامها، فخشي "أمون رع" أن تؤذي الأطفال ومَن إمتلئت قلوبهم بالرحمة؛ فأمر بملئ النهر بالخمر الأحمر ليتلوّن بلون الدم! وحين هرعت "سخمت" لتشرب منه ظناً منها أنها دماء البشر، فقدت وعيها! لتشرق عليها شمس اليوم التالي كـ "حتحور" الإلهة الأم في هيئتها الكريمة المحبة.

تقلد مجالس الفراعنة!

ماذا عن رحلة حقيقية تسمح لك بمعرفة المزيد؟ رحلة عبر رماد الماضي المنثور على الجدران وبين طيات التماثيل؛ لتتسلق بعينيك تفاصيل نُحتت منذ ألاف السنين بينما تنصت لجلبة الأحداث من خلال عرض الصوت والضوء في معبد الكرنك.