رحلة الى إدفو
على ذكر حضارة الفراعنة لايمكن إغفال معبد إدفو وذلك لتميزه عن باقي المعابد فهو أحد أهم الأمثلة على عظمة المصريين القدماء من الناحية المعمارية وكذلك الفلكية حتى أنه لازال يحتفظ بحالته السليمة كما بني في عصر البطالمة .. على كل .. دعنا نستكشف المعبد معا
نبذة عن إدفو
معبد إدفو هو أحد أعرق المعالم الأثرية لمصر القديمة. شيده بطليموس الثالث ويقع معبد إدفو على الضفة الغربية في صعيد مصر وهو ثاني أكبر المعابد بعد معبد الكرنك وقد بني حيث وقعت المعركة الشهيرة بين ست "إله الشر" وحورس "إله الشمس" وذكرت جدرانه تفاصيل المعركة المقدسة بين إله الشمس وإله الشر كما حفرت تفاصيل بناؤه بالإضافة إلى الطقوس المتبعة وقتها
شيد المعبد في 180 عاما تخللتهم فترات من إنقطاع العمل وهو يقع داخل سور شاسع لا يمكنك معرفة إمتداده الحقيقي لأن جزء كبير منه اختفى تحت بلدة إدفو الحالية لكن أجدادنا لم يتركوا تاريخهم للهو الخيال فأخبرونا بأسرار السور حفرا على الجدران. أهدي المعبد للإله "حور بحدتي" الذي رمز إليه المصريون القدماء بالصقر ويمكنك رؤيته منحوتا داخل المعبد في جسد إنسان ورأس صقر
مراحل بناء معبد إدفو
شيد المعبد خلال ثلاث مراحل
المرحلة الأولى : وعرفت بأنها نواة المعبد فاحتوت على ثلاث قاعات إحداهما قاعة أعمدة وعدة حجرات جانبية ومحراب وقد استغرقت تلك المرحلة 25 عاما وخلالها حفرت النقوش والمناظر إلا أنها لم تلون وذلك لقيام ثورة الوجه القلبي
المرحلة الثانية : بدأت بعد إستقرار الأوضاع بعد الثورة فلونت النقوش الجدارية بالألوان كما زينت بعض الجدران بصفائح الذهب
.المرحلة الثالثة : وفيها تم إنشاء الردهة الأمامية كما احتمى فيها المعبد خلف أبوابه وبواباته الكبيرة
جولة في إدفو
بني المعبد بطراز معماري يخطف الأبصار
عند وصولك للمعبد فأول ماتمر به هو صرح المعبد حيث تجد صقران من الجيرانيت يرمزا للإله "حور بحدتي" ثم تتجه للبوابة الكبرى التي صنعت من خشب الأرز المطعم بالذهب والبرونز وإذا اتجهت ببصرك لأعلى فسوف يبهرك قرص الشمس المجنح رمز "الإله حورس" وتعبتر البوابة الكبرى هي المدخل الرئيسي للمعبد. ثم تعبر إلى الفناء الكبير الذي يستطيل ل46 متر بعرض 42 متر ويتراص على جانبيه 32 عمودا تتوجهم أوراق النخيل والزهور
وأثناء تجولك تمر بصالة الأعمدة الكبرى التي تتزين أعمدتها بالتيجان الزهرية ثم تصل لغرفة التكريس بداخل صالة المعبد الكبير ثم صالة الأعمدة الكبرى التي تتميز بزخارف ونقوش تخطف الأنفاس. والآن نصل لغرفة القرابين ويطلق عليها غرفة الانتظار الأولى أو المذبح ثم نتجه نحو غرفة الانتظار الثانية وتعرف بمجمع الآلهة وهي مخصصة للعبادة
يصل بنا الطريق إلى قدس الأقداس وهو أكثر الأماكن المقدسة في المعبد حيث لا يسمح بدخوله سوى الملك والكاهن الأعظم, ترى كم شهدت تلك الجدران من أسرار! شيد في قدس الأقداس ثلاثة فتحات مربعة يتوغل منها ضوء الشمس بشكل عمودي مرة واحدة من كل عام يوم 21 يونيو ويتزامن هذا الحدث الفلكي مع أعياد الإله حورس
عش التجربة بنفسك
!ماذا عن حكاية السور الذي اختفى تحت بلدة إدفو؟! ماذا عن أسطورة ست وحورس ؟! بل ماذا عن النقوش الجدارية ؟! أيستطيع قلم وصفها؟
إستمتع بسرد الحكاية داخل معبد إدفو .. انظر للجدران بينما تنصت لصوت التاريخ يحكي لك قصة من وطأت أقدامهم تلك الأراضي .. كيف بنيت ولمن ومن عاش هنا .. إنصت لصوت التاريخ حيث حدث من خلال عرض الصوت و الضوء في معبد إدفو